مجلة كريستال Feb 05, 2024
عمان .. للجمال عنوان
عمان_ مها الجمال
اشتهرت عمان منذ القدم بتنوع وتباين مواردها وثرواتها كذلك بتعدد الثقافات فيها، بحكم تباين الجغرافيا والمناخ الموجود بها، حيث تجد الجبال الشاهقة والوديان العميقة والسهول الممتدة والشواطئ الرائعة إلى جانب الصحاري الشاسعة.
تمنح الطبيعة العمانية زوار سلطنة عمان فرصة لا مثيل لها لخوض مختلف التجارب على صعيد الأنشطة والمغامرات، فسواء كنت من محبي تسلق الجبال، أو التزلج على الكثبان الرملية، أو ركوب الأمواج، أو الغوص واستكشاف أعماق البحار، فإنك حتما ستجد المتعة هنا في عمان.
الطبيعة العمانية فريدة من نوعها من الكثبان الذهبية في الشرقية، سواحل سلطنة عمان الممتدة بلا نهاية، الجبال الشاهقة كالجبل الأخضر وجبل شمس الكهوف المليئة بالأسرار مثل كهف مجلس الجن ثاني أكبر كهوف العالم.
كما يمكنك أيضاً ممارسة بعض الهوايات كان تخوض تجربة فريدة في سباق السيارات على الطرق الوعرة، أو ركوب الدراجات الهوائية في الممرات الجبلية الرائعة. أي إذا كنت من أصحاب الروح المغامرة فعمان وجهتك لقضاء أجمل الأوقات واكتشاف عالم من السحر والمغامرة لا مثيل له.
لهواة مراقبة الطيور أو عشاق الحياة البرية والبحرية، تحتضن سلطنة عمان عدد كبير من أنواع الحيوانات البرية والبحرية، حيث يمكنك مشاهدة أكثر من ٥٠٠ نوع من الطيور في جميع أنحاء البلد، إلى جانب السلاحف التي تعشش على طول الساحل العماني من رأس الحد إلى رأس الرويس، كما يمكنك متابعة أكثر من ٢٠ نوعاً من الدلافين والحيتان من صلالة إلى خصب بمحافظة مسندم.
يمارس العمانيون التجارة بأسلوب يجمع ما بين العمل والمتعة في أن واحد، حيث يجتمع البيع والشراء بجلسات الأصدقاء واحتساء القهوة وتبادل الأخبار والاستمتاع بأجواء وحركة الأسواق النشطة. وتزدهر في السلطنة العديد من الأسواق الشعبية ذات الشهرة الكبيرة حيث نجد
سوق بهلاء، وسوق الجمعة في مسقط ونزوى، وسوق الرستاق وسوق الثلاثاء في بدية. ولا تزال هذه الأسواق تحافظ على أسلوب البيع والشراء المتوارث منذ مئات السنين، حيث تعرض الأبقار والأغنام أمام جمهور المشترين للمزايدة على السعر.
وهناك أيضا سوق الحريم في إبراء، وسوق الخميس في سناو، وغيرها العديد من الأسواق التي بإمكان السائح زيارتها بهدف خوض التجربة العمانية الأصيلة في البيع والشراء، كما يمكنهم التسوق منها لشراء بعض المنتجات القديمة والناصرة جنباً إلى جنب من المنتجات الحديثة.
التنوع الفريد جعل من سلطنة عمان وجهة سياحية بامتياز وعلى مدار العام، حيث تستطيع أن تستشعر ذلك التنوع الثقافي والتراثي عند زيارتك للمعالم الأثرية والثقافية التي يعود بعضها للألف الثالث قبل الميلاد، فضلا عن المهرجانات التي تعكس الاحتفالات المصاحبة لها الكثير من الفنون والإرث الثقافي التي تشتهر بها سلطنة عمان ومنها فن الرزحة، الليوا والعازي وغيرها من الفنون التي تميز كل محافظة عن غيرها ليحظى السائح على أكبر قدر من المتعة والمعرفة في آن واحد.
المطبخ العماني تجربة متكاملة بحد ذاتها، فقد استطاع العمانيون نتيجة سفرهم المتواصل الذي أوصلهم مشارق الأرض ومغاربها، أن يبدعوا في مطبخهم عبر جمع العديد من الثقافات والمطابخ في بوتقة واحدة ضمت الكثير. وعند زيارتك لا تنسى خوض هذه التجربة التي تقدمها لك العديد من المطاعم والفنادق التي تقدم الأطباق العمانية المميزة بأسلوب فريد إلى جانب الأطباق العالمية الشهيرة، ومن هذه المطاعم نجد : مطعم فندق قصر البستان، مطعم أنغام في الأوبرا جاليريا، وغيرها من المطاعم العمانية التقليدية، وهناك العديد من الفنادق والمنتجعات الصحية التي توفر أفضل خدمات الاستجمام والاسترخاء بمستويات فريدة من الفخامة والرفاهية الفائقة مثل منتجع وسبا شانغريلا بر الجصة.
الفنون الثقافية والترفيهية
تتنوع الأنشطة الثقافية والترفيهية في سلطنة عمان بشكل كبير، فإذا كنت من عشاق الموسيقى العالمية فيمكنك قضاء أمسية مميزة في دار الأوبرا السلطانية مسقط والاستمتاع بمشاهدة واحدة من أشهر الفرق العالمية وأساطير الفن الراقي الذين تستضيفهم الدار على مدار الموسم. أما إذا كنت من متابعي أعمال الرسامين والنحاتين، فيمكنك زيارة إحدى صالات العرض الفنية في الصباح كصالة بيت مزنة. أو جاليري سارة في بيت الزبير حيث يتم عرض أحدث أعمال الفنانين العمانيين والعالميين في معارض خاصة، كما يمكنك حضور بعض العروض الفنية للموسيقى التقليدية الشعبية ذات التاريخ العريق. حيث يمكنك من خلال متابعة مختلف وسائل الإعلام في سلطنة عمان والتي تصدر باللغتين العربية والإنجليزية ووضع جدول غني لأنشطتك الثقافية والترفيهية خلال الأسبوع.
المواقع الأثرية ذات التاريخ العريق
تنتشر في معظم محافظات سلطنة عمان، وتنتشر التجمعات السكانية حول هذه الأماكن التي غالباً ما تكون محصنة كالقلاع، حيث قامت سلطنة عمان بترميم عدد كبير من هذه المواقع متيحة للزوار فرصة لا تعوض للتعرف
على التاريخ العماني الأصيل، كما تجد بعض البيوت القديمة التي قام أصحابها بتحويلها إلى مزارات تراثية تعرض على زوارها تجربة متكاملة للحياة العمانية قبل عشرات السنين.
المتاحف
تزخر عمان بالمتاحف المتخصصة التي تحكي جزءاً من تاريخ هذا البلد العريق ومسيرة العمانيين الأوائل الذين شيدوا العديد من الصروح التي مازال معظمها شامخاً إلى يومنا هذا، كما تحكي بعض هذه المتاحف وبالصور دور النفط في بناء الدولة العصرية العمانية .
كما يمكنك متابعة قصة اللبان العماني الذي حملته سفن الجيل السابق لتصل به أصقاع الأرض. تنتشر هذه المتاحف في جميع أنحاء سلطنة عمان تقريباً، حيث تراها في القلاع الشامخة والحصون ذات الأسوار، أو في المنازل القديمة المبنية من الطوب، إلى جانب تلك المباني الحديثة والعصرية التي تعرض لك الحكايا القديمة بأسلوب تقني عالي الجودة. حيث يمكنكم زيارة بعض المتاحف أو جميعها لمشاهدة حجم الإنجاز الذي قام به العمانيون خلال السنوات الماضية والذي لابد وأن يعطيكم لمحة استشراف المستقبل المشرق الذي تنتظره هذه الارض الطيبة.
الابحار
مع شواطئها الممتدة بلا نهاية لأكثر من ٣ آلاف كيلو مترا، تتيح عمان لزوارها من هواة الإبحار، مجموعة متنوعة من الخيارات بدءاً من الواحات المنتشرة في جنوب سلطنة عمان على سفوح المنحدرات الجبلية، ومروراً بالكثبان الرملية الجاثمة عند خط الساحل في محافظة الشرقية، وصولا إلى الخلجان والمضائق البحرية الفريدة في شبه جزيرة مسندم شمال البلاد. جميع هذه الأماكن مثالية للإبحار بمحاذاتها أو حتى الرسو إلى جوارها.
في أعماق المياه يوجد عالم متكامل للحياة البحرية الفريدة والشعاب المرجانية الهائلة التي تعتبر مأوى طبيعياً لعدد هائل من الأسماك الاستوائية البراقة. كما أن مشاهدة الدلافين والحيتان ليس بالأمر المستغرب، بل هي شائعة جداً في بعض هذه الأماكن.
كما أن تجربة الإبحار أثناء الليل تعتبر من التجارب التي ينصح بها، حيث تتلألئ المياه باللون الفوسفوري الناتج عن حركة الكائنات الحية الموجودة في مياه البحر الغنية. وفي مسقط، حيث يوجد ميناء السلطان قابوس السياحي بكل ما يحفل به من الأنشطة الترفيهية والعديد من المراسي التي تعد قاعدة مثالية للانطلاق في رحلة مغامرة بحرية شمالاً نحو خصب أو جنوباً باتجاه صلالة.
سباق القوارب
المياه المفتوحة، والرياح الموسمية المعتدلة، إلى جانب المناظر الطبيعية الساحلية الخلابة، تشكل مجتمعة خلفية مثالية لبرنامج سباق القوارب الذي يحقق نجاحًا متزايدا في سلطنة عمان. حيث يمكنكم الانضمام إلى المشجعين الآخرين في سلطنة عمان خلال السباق الممتد من خصب إلى مسقط لتشجيع أبطال القوارب الثمانية من فئة "كاتمران" الذين يحققون الانتصارات المتتالية خلال سلسلة سباقات "إكستريم" سواء في عمان، أو في جميع أنحاء العالم.
الغوص
تزخر البحار والسواحل الصخرية الكثيرة والجزر المنتشرة بمحاذاة الساحل العماني بالعديد من المواقع المثالية لممارسة هواية الغوص بغض النظر عن مستوى المهارة. حيث يمكن للجميع الاستمتاع بمشاهد مناظر خلابة لأعشاب البحر والشعاب المرجانية تحت مياه البحر اللازوردية. كما يمكنهم الاستمتاع برحلة بحرية بمرافقة الدلافين والحيتان وأسماك القرش التي تتقافز حول القوارب كاستعراض بهلواني ممتع . أما بالنسبة للمحترفين، فيمكنهم ممارسة الغوص في مياه تصل أعماقها لأكثر من ٤٠ متراً حيث تتميز بهدوئها الشديد.
صيد السمك
تعرف المياه العمانية بغناها الهائل بالثروة السمكية، الأمر الذي يتيح فرصة رائعة لهواة الصيد لالتقاط أسماك أبو شراع أو المارلين العملاقة، أو أسماك التونة الصفراء الضخمة. غالباً ما تكثر الأسماك بمحاذاة الشواطئ. وإذا كنت من المحترفين فجهز نفسك لصيد الهامور اللذيذ أو سمك البوري الشهبي الذي يكثر في البحار العمانية الشاسعة.
