حين يتلألأ شتاء جنيف على ضفاف البحيرة
بقلم: د. مها جمال
حين يتلألأ بريق الفجر على مياه بحيرة جنيف الهادئة، تبدأ المدينة فصلًا جديدًا من الجمال الأوروبي المترف. في كل زاوية من هذه المدينة الأنيقة، يتجلى معنى الفخامة الهادئة التي تجمع بين روح الشتاء ودفء الإنسان.
تتزين شوارع جنيف في ديسمبر بأنوار الكريسماس وسحر أسواقه الموسمية، حيث تفوح رائحة القرفة والشوكولاتة الساخنة، وتتعالى الموسيقى من الأكشاك الصغيرة الممتدة على طول البحيرة. هناك حيث تلتقي نكهات الشوكولاتة السويسرية الأصيلة برائحة الخشب والثلج، تشعر بأن الشتاء تحول إلى تجربة تذوقٍ حسية متكاملة.
وفي قلب المدينة القديمة، يحتفل أهل جنيف بمهرجان الإسكالاد التاريخي، حيث تتنكر العائلات بالأزياء القديمة وتُروى القصص وسط الأضواء والمواكب. أما في شهر يناير، فتتحول جنيف إلى لوحة من الضوء والفن في مهرجان Geneva Lux الذي يزين مبانيها العريقة بإبداعات فنية مضيئة.
ولأن جنيف لا تكتفي بجمالها الحضري، فهي أيضًا البوابة المثالية نحو أشهر منتجعات التزلج في أوروبا، مثل ڤييار وفيربييه، على بُعد ساعات قليلة فقط بالقطار. وبعد يوم حافل بالمغامرة، تنتظرك منتجعات السبا الفاخرة مثل Bain-Bleu Genève-Plage لتمنحك لحظات من الاسترخاء بين دفء البخار وبرودة الثلج بالخارج.
في المساء، تمتزج أضواء المدينة بلمعان البحيرة في مشهد لا يُنسى، بينما تتهادى أكواب الشوكولاتة الساخنة في المقاهي المطلة على الميناء القديم. جنيف في الشتاء ليست وجهةً عابرة، بل فصلٌ من الأناقة الهادئة، واحتفاءٌ باللحظة بكل حواسها.