كتبت د. مها جمال
على ضفاف بحيرة لوسيرن، يمتزج عبق التاريخ بجمال الطبيعة، لتصبح المدينة لوحة فنية حية تفيض بالسحر في فصل الشتاء. منذ منتصف نوفمبر، تبدأ المدينة بالتحول إلى عالمٍ من الأضواء والموسيقى والفرح، حيث تنتشر أسواق عيد الميلاد وسط الأروقة القديمة وتغمر الشوارع بروائح القهوة والتوابل.
في شهر يناير، يضيء مهرجان LiLu Light Festival سماء لوسيرن بعروض ضوئية تحوّل جدرانها إلى قصص من الخيال. ثم يأتي الكرنفال الشتوي ليملأ المدينة بالأزياء الزاهية والإيقاعات الصاخبة التي تمتزج فيها روح الفنون بالتقاليد الشعبية السويسرية.
ولأن لوسيرن تقع بين جبال الألب، فهي البوابة المثالية لرحلات الجبال الثلجية:
من جبل بيلاتوس الذي يشتهر بإطلالاته البانورامية المدهشة، إلى جبل تيتليس حيث يمتد جسر الجليد الأعلى في أوروبا على ارتفاع أكثر من ثلاثة آلاف متر، وهناك يمكنك التحليق فوق الجليد في مقاعد الـ Ice Flyer لتشاهدي مشهدًا يسرق الأنفاس.
أما جبل ريجي – “ملكة الجبال” – فيمنحك تجربة مشيٍ شتوي هادئة بين الثلوج وإطلالة ساحرة على البحيرات المحيطة.
وفي المدينة نفسها، تمنحك زيارة متحف النقل السويسري ومجموعة روزنغارت (التي تضم أعمال بيكاسو وكلي) بعدًا ثقافيًا يوازن سحر الطبيعة بروعة الفن.
ومع غروب الشمس، تتلألأ أنوار المقاهي على ضفاف البحيرة، لتنعكس على الماء في مشهدٍ يختصر معنى الرومانسية الشتوية.
لوسيرن ليست مجرد مدينة ثلجية؛ إنها سيمفونية من الضوء والجمال، حيث تمتزج روح الأعياد بنقاء الألب ودفء الإنسان. إنها المكان الذي يجعل من الشتاء فصلًا للحياة، لا للبرد.