مجلة كريستال Feb 08, 2025

نهى آل حمدان: فنانة تشكيلية سعودية تُحلّق بريشتها في سماء الإبداع

بقلم: د. مها جمال
في عالم الفن التشكيلي السعودي، حيث تتجلى ملامح الإبداع والتفرد، تبرز الفنانة نهى آل حمدان كإحدى المواهب البارزة التي تمزج بين الرؤية العميقة والمهارة الفنية العالية. نهى ليست مجرد رسامة، بل هي قارئة للوجوه، متأملة للتفاصيل، تسبر أغوار الشخصيات وتعيد صياغتها بألوانها الخاصة. وقد كان اشتراكها في معرض “لوحة في كل بيت” محطة جديدة تضاف إلى سجلها الحافل بالمشاركات والإنجازات.

رحلة فنية تمتد لأكثر من عقد

لم تأتِ مكانة نهى آل حمدان في الوسط الفني من فراغ، بل هي نتاج سنوات من الخبرة والعمل الدؤوب. فهي تعمل حاليًا ضمن فريق التدريب المعتمد على منصة هاوي التابعة لبرنامج جودة الحياة تحت إشراف وزارة الثقافة السعودية، إضافة إلى خبرتها السابقة كمدربة فنون جميلة في مركز للفنون التشكيلية. كما تمتلك خبرة تتجاوز العشر سنوات في تنفيذ الأعمال الفنية والتدريبية، مما يعكس شغفها بنقل معارفها للآخرين.

إنجازات فنية وجوائز مرموقة

تعد نهى واحدة من الفنانات السعوديات اللواتي حققن بصمة واضحة في المشهد التشكيلي المحلي. ومن أبرز إنجازاتها حصولها على الميدالية الذهبية لجائزة “رضوي فن” في نسختها الأولى عام 2022، والتي تحمل اسم الفنان الرائد عبدالحليم رضوي – مؤسس الفن التشكيلي في المملكة.

شغف بالتعليم والتدريب الفني

إلى جانب كونها فنانة مبدعة، فإن نهى مدربة ملهمة نقلت شغفها بالرسم إلى أكثر من 500 متدرب من مختلف الأعمار، بدءًا من الأطفال بعمر السابعة وحتى كبار السن في الستين.

“الرسم أشبه بالتحليق على غيمة”

نهى آل حمدان لا ترى الرسم مجرد خطوط وألوان، بل هو حالة تحرر واستشفاء، ووسيلة للتواصل العميق مع الذات ومع الآخرين. بالنسبة لها، فإن رسم البورتريه ليس مجرد محاكاة لملامح الوجه، بل هو قراءة وفهم وإشباع لفضولها الفني. وقد عبرت عن ذلك بقولها:

“بالنسبة لرسم الوجوه، أجد فيه عملية قراءة وفهم واتصال وإشباع فضول، ولكونه شيئًا مهيبًا بالنسبة للكثير، فأنا ممتنة كوني عُرفت به.”

رؤيتها للفن: قوة ناعمة وحالة من الرقي

الفن عند نهى ليس مجرد إبداع بصري، بل هو لغة عالمية تهذب المشاعر وترتقي بالذائقة. وتؤمن بأن الفنان الحقيقي لا يفرض رؤيته على الآخرين، بل يترك لمساته بحرية تجعل الجمهور يلتفت، يتأمل، يناقش، بل ويعشق. كما تؤكد أنه ليس كل ما يُطلق عليه فن هو جميل بالضرورة، فهناك فن جميل وآخر قبيح، ولا تتفق مع الرأي القائل بأن كل قبح يمكن أن يكون جمالًا في نظر البعض.

“لوحة في كل بيت”: تجربة فنية أقرب إلى الجمهور

مشاركة نهى آل حمدان في معرض “لوحة في كل بيت” تعد امتدادًا لرؤيتها في نشر الفن وإتاحته للجميع، حيث يسعى المعرض إلى تعزيز الثقافة الفنية داخل البيوت السعودية، ليكون الفن جزءًا من الحياة اليومية، وليس حكرًا على المعارض والمتاحف.

بأعمالها المميزة، استطاعت نهى أن تجذب الأنظار في هذا المعرض، حيث قدمت لوحات تحمل في طياتها عمقًا بصريًا ورسالة إنسانية، مستوحاة من حكايات الناس، والتفاصيل الخفية في الوجوه، والمشاعر التي لا تُقال بالكلمات.

طموحها: الإسهام في نهضة الفنون وفق رؤية 2030

لا تكتفي نهى بكونها فنانة مبدعة، بل تسعى إلى أن تكون عنصرًا فاعلًا في نشر الثقافة الفنية داخل المملكة وخارجها، متماشية مع رؤية السعودية 2030 التي تولي اهتمامًا كبيرًا بالفنون والثقافة. وهي ترى أن الفن ليس ترفًا، بل قوة ناعمة تسهم في تشكيل وعي المجتمع وتعزيز هويته الثقافية.

ختامًا: فن يترك أثرًا

نهى آل حمدان ليست مجرد فنانة تشكيلية، بل حالة فنية متكاملة تجمع بين الإبداع، التعليم، والرؤية العميقة للفن كوسيلة للرقي والتواصل. بفرشاتها، لا ترسم فقط، بل تحلق، وتترك أثرًا لا يُمحى في ذاكرة من يتأمل أعمالها.

ومن خلال مشاركتها في “لوحة في كل بيت”، تؤكد أن الفن يمكن أن يكون جزءًا من حياة كل فرد، وليس مجرد رفاهية، فهو نافذة للروح، ومرآة للمشاعر، ورسالة تتجاوز الكلمات.

اخبار مشابهة

مجلة كريستال Nov 18, 2019

بمشاركة أكثر من 150 فارسًا وفارسة من حول العالم مهرجان الدرعية للفروسية يمهد طريق الفرسان لأولمبياد طوكيو 2020

كشفت اللجنة المنظمة لمهرجان الدرعية للفروسية الذي سيقام خلال الفترة من 12 – 14 و 19 – 21 ديسمبر 2019...

Read more

مجلة كريستال Nov 18, 2019

أحمد أمين يلعب دور البطولة في مسلسل "ما وراء الطبيعة

يتناول مسلسل "ما وراء الطبيعة"، الذي تدور أحداثه في مصر في ستينات القرن الماضي، سلسلة من الأحداث الخ...

Read more

مجلة كريستال Nov 20, 2019

فندق شذا الرياض يدشن مركز "شذا عافية" الصحي للرجال

افتتح فندق شذا الرياض، الحائز على جائزة السفر العالمية للمساكن الفندقية الرائدة في المملكة العربية ا...

Read more