مجلة كريستال Sep 02, 2025
الذكاء الاصطناعي الوكيلي – خبير في التخصيص يحذر البنوك: «التعامل بحذر واجب»
تتوقع 70% من المؤسسات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (APAC) أن يُحدث الذكاء الاصطناعي الوكيلي تحولات كبيرة في نماذج أعمالها خلال الـ18 شهرًا المقبلة، وفقًا لأبحاث IDC. ويبدو أن القطاع المصرفي سيكون في صدارة هذه التحولات، حيث تشير أبحاث بلومبرغ إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي الوكيلي على إنتاجية البنوك وكفاءتها سيتجاوز التوقعات خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.
لكن هذا الوعد الكبير يأتي مصحوبًا باعتبارات مهمة بدأ الخبراء في تسليط الضوء عليها. ووفقًا لما يؤكد فيفيك سيثارامان، المدير التنفيذي للمنتجات في Moneythor – المنصة الرائدة عالميًا في مجال التخصيص للبنوك – فإن مصطلح «هائل» ينطبق على المخاطر بقدر ما ينطبق على الإمكانات.
ويقول سيثارامان:
«سيساعد الذكاء الاصطناعي الوكيلي البنوك على تحقيق ما نطلق عليه ’العمل المصرفي العميق‘؛ أي تجارب شخصية (مفصلة لكل عميل) تستبق احتياجاته، وتمتد لتشمل ما يتجاوز الخدمات المصرفية التقليدية. من هذه الزاوية، يمكن بالفعل وصف التأثير بـ ’الهائل‘».
ويضيف:
«لكن – فلنكن واضحين – المخاطر هائلة أيضًا. فهي تتراوح بين مشكلات نزاهة البيانات (مثل تصنيف بيانات خاطئ قد يُظهر كشف حساب على أنه رصيد إيجابي)، وصولًا إلى زيادة احتمالية اختراقات أمنية، نتيجة تفاعل وكلاء الذكاء الاصطناعي بشكل مستقل مع خدمات بيانات متعددة، سواء كانت داخلية أو خارجية. ما يجعل الأمر خطيرًا هو طبيعة هذه التكنولوجيا نفسها: قرارات متراكبة يتم اتخاذها وتطويرها بشكل متكرر وفق نفس المنطق. فإذا تعلم الوكيل من بيانات غير دقيقة أو غير مكتملة، فإن أخطاءه ستتضاعف، والنتائج بالنسبة للبنك وعملائه ستكون واضحة».
على عكس تقنيات التخصيص التقليدية المبنية على قواعد ثابتة مسبقة، يستطيع الذكاء الاصطناعي الوكيلي أن «يتعلم أثناء العمل».
ويصف فيفيك دمج هذه الوكلاء وتشغيلهم داخل البنوك بأنه «النقيض تمامًا لفكرة الحلول الجاهزة»، مشددًا على 3 مبادئ أساسية لتفادي المخاطر وتحقيق الفائدة الكاملة:
إنشاء ضوابط حول اللغة والسياقات التي قد تشير إلى مخاطر أو تناقضات، على أن تكون هذه الضوابط صالحة بغض النظر عن نموذج اللغة المستخدم، حتى لا تصبح غير فعّالة عند تغيير النظام أو تحديثه.
وضع إجراءات حوكمة موثقة بوضوح لمعالجة واستخدام جميع أنواع البيانات (بما في ذلك البيانات من أطراف ثالثة)، مع الالتزام بالقوانين السارية في كل سوق يعمل فيه البنك.
الأهم: إدماج الحكم البشري والرقابة في مراحل متعددة من العملية.
تصريحات فيفيك جاءت عقب إطلاق Moneythor لحزمة الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تساعد البنوك على تقديم مفهوم «العمل المصرفي العميق»، ويعد الذكاء الاصطناعي الوكيلي عنصرها الأبرز. وتشمل الحزمة أيضًا:
الذكاء الاصطناعي التنبؤي: لتوقّع التدفقات النقدية وتوليد توصيات آنية استنادًا إلى سيناريوهات محتملة مستقبلية.
الذكاء الاصطناعي التوليدي: لتطوير واختبار وتطبيق محتوى وتوصيات مخصصة للعملاء «بشكل فوري».
الذكاء الاصطناعي الحواري: بالاعتماد على بروتوكول Model Context Protocol (MCP) لتقديم محادثات ذات معنى وسياق عبر أي نموذج لغوي دون الحاجة لتدريبه منفصلًا.
ويضيف فيفيك:
«لقد عملت Moneythor على نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية الشخصية لأكثر من 13 عامًا؛ وهذا ما جعلنا ندرك أهمية النظر إلى ’جانبي المعادلة‘ عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي الوكيلي».
ويتابع:
«لهذا النوع من الذكاء أهمية خاصة في علاقة البنوك بعملائها – من الاستقطاب وحتى خدمة ما بعد البيع – إذ يمكنه أن يساعد المؤسسات على توسيع نطاق التجربة الشخصية المتماسكة، بطريقة طبيعية أقرب إلى الأسلوب البشري، لأنه يتعلم ويتطور خلال العمل، مثل الموظفين تمامًا. لكن هذه الإمكانات الكبيرة قد تتحول إلى مخاطر كبيرة أيضًا، إذا لم يتم تطبيقها بحذر واهتمام».
وتشمل قائمة عملاء Moneythor في جنوب شرق آسيا كبرى المؤسسات مثل ستاندرد تشارترد، بنك DBS، Trust Bank وبنك RHB.
