وجوه ملهمة: فوزية عبد اللطيف – رائدة الفن التشكيلي السعودي
في رحلة امتدت لأكثر من أربعة عقود، استطاعت الفنانة التشكيلية فوزية عبد اللطيف أن تحفر لنفسها مكانة مرموقة في الساحة الفنية السعودية والعربية، بأسلوبها المتفرّد، وأعمالها التي تنبض بالتراث والهوية. في هذا اللقاء الخاص مع كريستال ترافل، تأخذنا الفنانة في جولة عبر محطات من مشوارها الإبداعي:
كيف بدأتِ رحلتكِ مع الفن؟
الفن كان رفيقي منذ الطفولة. كنت أجد متعة كبيرة في الرسم والتلوين، وكنت أعبّر من خلاله عن مشاعري وأحلامي. ومع مرور السنوات، نضجت الموهبة، وبدأت أنخرط في المعارض وأصقل تجربتي، إلى أن أصبحت جزءًا من المشهد التشكيلي في المملكة.
ما الذي شكّل نقطة الانطلاق الحقيقية في مسيرتكِ؟
أول معرض شخصي أقمتُه كان الخطوة التي فتحت أمامي آفاقًا أوسع. بعدها شاركت في معارض جماعية، محلية ودولية، وتعمّقت تجربتي الفنية أكثر، مما أكسبني ثقة أكبر في قدرتي على تقديم فن يحمل هوية ورسالة.
لوحاتكِ تحمل لمسات تراثية واضحة، ما سرّ هذا التوجه؟
أنا مؤمنة بأن الفنان لا يمكن أن ينفصل عن بيئته. ولذلك تجدين في معظم أعمالي ملامح من التراث السعودي، من الأسواق القديمة، البيوت الطينية، الأزياء التقليدية، وحتى المهن الشعبية. أرغب دائمًا في توثيق هذه التفاصيل لتبقى حاضرة في الذاكرة البصرية للأجيال.
حصلتِ مؤخرًا على الدكتوراه الفخرية، كيف استقبلتِ هذا التكريم؟
بكل فخر وامتنان. هو تكريم لمسيرة طويلة مليئة بالشغف والعمل الصادق، وأعتبره حافزًا لمواصلة تقديم الأفضل، لا سيما حين يكون التقدير من مؤسسات تهتم بالفكر والثقافة.
ما رسالتكِ للفنانين الشباب؟
أن يثقوا بأنفسهم، وأن يُخلصوا للفن. لا توجد وصفة جاهزة للنجاح، لكن الصدق مع الذات، والاستمرار في التعلم، والانفتاح على التجارب، كلها مفاتيح تصنع فنانًا حقيقيًا يحمل صوته إلى العالم.