حوار خاص مع الفنانة التشكيلية أروى نواوي: “لأن بعض الفقد لا يُمحى”
حاورَتها: د. مها جمال الدين
في أجواء تنبض بالمشاعر والذكريات، وتحت عنوان يحمل بين حروفه ألم الفقد ودفء الذكرى، افتتحت الفنانة التشكيلية أروى نواوي معرضها الشخصي الأول “آثر لا يُمحى” في أتيليه جدة، بحضور نخبة من الفنانين وعشاق الفن، وبمشاركة ضيف الشرف الفنان الكبير رحمة الله عبدالله نواوي.
في هذا الحوار، نقترب أكثر من روح الفنانة، لنسبر أغوار تجربتها، ونفهم كيف تحول الألم إلى أثر فني خالد.
⸻
س: بدايةً، أروى، لماذا اخترتِ “آثر لا يُمحى” عنوانًا لمعرضك الأول؟
أروى نواوي:
لأن بعض الفقد لا يُمحى، ليس فقط لأنه مؤلم، بل لأنه يترك نقشًا في القلب لا يزول. أردت أن أُترجم مشاعري وتجربتي الشخصية مع الفقد إلى لوحات تنطق بالحضور الغائب… هناك من يرحلون بأجسادهم فقط، لكنهم يظلون يسكنون ذاكرتنا، يرافقوننا في ملامح العابرين، وفي لحظات الصمت.
⸻
س: المعرض هو الأول لكِ، لكنك لستِ جديدة على الساحة الفنية، حدثينا عن رحلتك.
أروى نواوي:
أنا من مواليد جدة عام 1982، وتخرجت من كلية التربية الفنية بجامعة الملك عبدالعزيز عام 2005، وحصلت لاحقًا على دبلوم في إدارة الأعمال من بريطانيا عام 2013. منذ تخرجي وأنا أعمل على تطوير ذاتي فنيًا. شاركت في العديد من المعارض الفنية داخل المملكة وخارجها، وصُنفت من الجيل الخامس في الساحة التشكيلية السعودية. لكن هذا المعرض يظل الأقرب لقلبي، لأنه يحمل مشاعر خاصة جدًا.
⸻
س: ماذا عن دور العائلة، خاصة والدك، في مسيرتك الفنية؟
أروى نواوي:
كان والدي الداعم الأول، يؤمن بي وبموهبتي منذ البداية. وجوده في حياتي كان بمثابة النور الذي يرشدني دائمًا. وقد شكل دعمه – إلى جانب دعم والدتي وأحبتي – أساسًا قويًا لمواصلتي رغم كل التحديات.
⸻
س: ما الذي يميز لوحات هذا المعرض عن مشاركاتك السابقة؟
أروى نواوي:
هذا المعرض ينبع من تجربة شخصية عميقة، فهو ليس فقط عرضًا فنيًا، بل رحلة شعورية كاملة. كل لوحة فيه هي رسالة، وهمسة، وذكرى. الألوان، الخامات، والموضوعات كلها اختيرت بعناية لتعبر عن الأثر الباقي بعد الفقد، ولتحاكي ذاكرة المشاهد ووجدانه.
⸻
س: كلمة أخيرة تودين قولها في هذه اللحظة الفارقة؟
أروى نواوي:
أهدي هذا المعرض لكل من فقد عزيزًا، لكل من يحمل في قلبه ذكرى لا تموت. وأشكر كل من دعمني في هذه الرحلة، من عائلتي وأصدقائي والمؤسسات الداعمة للفن التشكيلي. “آثر لا يُمحى” ليس نهاية، بل بداية جديدة لمشوار أكثر نضجًا وعمقًا