مجلة كريستال Jun 20, 2025

“بين الفقد والحلم”.. سلطان عبد الرحمن يعود إلى الفن برسائل من القلب

حوار: د. مها جمال الدين

بعد غياب قسري عن الساحة الفنية، يعود الفنان السعودي سلطان عبد الرحمن أكثر نضجًا، وأكثر إصرارًا على أن يجعل من الفن رسالة تعكس واقع الناس وتلامس قلوبهم. في هذا اللقاء الخاص، يكشف لنا سلطان عن تفاصيل الغياب القاسي، وأسرار العودة، ومشاريعه المقبلة التي يمزج فيها بين المسرح، التلفزيون، وعدسة الإخراج.


▪ بدايةً، اسمح لي أن أرحب بك وأقول لك “حمداً لله على السلامة”.. كيف تلخّص لنا فترة الغياب؟

أشكرك من القلب، كانت مرحلة قاسية جدًا. غيابي لم يكن بسبب فتور فني، بل نتيجة ظروف إنسانية مؤلمة. توقفت عن كل شيء لرعاية والدي أثناء مرضه، ثم فقدته، ولم أفق من الصدمة حتى رحل شقيقي الأكبر أيضًا بعد صراع مع المرض. كانت ضربة مزدوجة أفقدتني توازني، وشعرت بأنني بحاجة إلى وقت للترميم الداخلي.


ورغم ذلك، عدت هذا العام بمجموعة أعمال لافتة.. ما الذي غيّرك كفنان بعد هذه التجربة؟

تغيّرت رؤيتي للحياة والفن معًا. صرت أبحث عن العمق، عن المعنى، عن ما يلامس الناس فعلاً. مشروعي في مسلسل “آخر ريال” كان أول اختبار حقيقي بعد العودة، وردود الفعل أعطتني دفعة قوية للاستمرار. أعتقد أن المحن تصقل الفنان، وتُخرج منه صوتًا مختلفًا، أكثر صدقًا.


▪ حدّثنا عن المشاريع التي تعمل عليها حاليًا؟

أعمل حاليًا على مشروعين: الأول عرض مسرحي جديد في جدة، يحمل طابعًا اجتماعيًا بسيطًا لكنه مؤثر، والثاني فيلم سينمائي من تأليفي وإخراجي، يناقش قضايا الشباب وضغوطات الواقع، ويستند إلى أحداث واقعية نعيشها كل يوم. أؤمن أن السينما والمسرح يجب أن يعكسا نبض المجتمع لا أن يبتعدا عنه.


▪ هل وجدت صعوبة في العودة بعد هذا الانقطاع؟

العودة لم تكن سهلة أبدًا. كان في داخلي صوت يشكك: “هل لا زال لك مكان؟ هل تقدر تبدأ من جديد؟” لكن في المقابل، كان هناك إصرار أكبر، أن الفن ليس مجرد مهنة.. هو حياة، هو الطريق الوحيد اللي يرجّع لي شغفي، ويخليني أتنفّس من جديد.

وما أنسى أبدًا الأشخاص اللي كانوا سند حقيقي لي في أصعب لحظاتي، خصوصًا المنتج ثامر الصيني، والفنان محمد الزهراني، والأستاذ محمد الحارثي. وقفتهم الصادقة كانت فرق كبير في وقت كنت محتاج فيه أي دعم، وأنا ممتن لهم من كل قلبي.


▪رسالتك اليوم للفن السعودي، كيف تصفها؟

رسالتي أن نكون حقيقيين. أن نروي قصص الناس بلغة الناس، دون تصنّع أو مبالغة. عندنا طاقات شابة مذهلة، وتجارب إنسانية تستحق أن تُروى. أنا اليوم مشغول بتقديم فن يعكس بيئتنا، ويعالج قضايا المجتمع، ويطرح الأسئلة التي نتهرب منها أحيانًا.


▪ كلمة أخيرة لجمهورك؟

أقول لكل من انتظرني أو ساندني بكلمة أو دعاء، أنتم السبب في استمراري. وأعدكم بأن القادم سيكون مختلفًا، أصدق، وأقرب إليكم. الفن رحلة، وأنا ممتن أنني ما زلت أسير فيها.

اخبار مشابهة

مجلة كريستال Mar 11, 2022

مصرون على البقاء في القمة كفاح بن حسين مدير عام جبل عمر حياة ريجنسي مكة: رعاية أنفسنا والأشخاص من حولنا هي القوة الدافعة لكل ما نؤمن به ونفعله

مالذي يميز فندق جبل عمر حياة ريجنسي مكة عن غيره من الفنادق ؟  من أهم ما يميز الفندق فريق العمل...

Read more

مجلة كريستال Apr 07, 2025

وجوه ملهمة: فوزية عبد اللطيف – رائدة الفن التشكيلي السعودي

في رحلة امتدت لأكثر من أربعة عقود، استطاعت الفنانة التشكيلية فوزية عبد اللطيف أن تحفر لنفسها مكانة م...

Read more

مجلة كريستال May 14, 2025

حوار خاص مع الفنانة التشكيلية أروى نواوي: “لأن بعض الفقد لا يُمحى”

حاورَتها: د. مها جمال الدينفي أجواء تنبض بالمشاعر والذكريات، وتحت عنوان يحمل بين حروفه ألم الفقد ودف...

Read more